هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف

هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف؟، شرع الله الزواج، وشرع معه إقامة علاقة حميمة بين الزوجين، وعرفت هذه العلاقة بالجماع، لكن هل يجوز إقامة هذه العلاقة عبر الهاتف؟ وهل يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته بالكلام عبر المكالمات الهاتفية؟ في هذا المقال الذي يطرحه موقع مجالات سيجد القارئ الإجابة على هذه الأسئلة بشيءٍ من التفصيل.

هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف

إنَّ مجامعة الزوج لزوجته عبر الهاتف وذلك من خلال ممارسة العادة السرية واستمناء كلا الزوجين حرام شرعًا؛ إذ أنَّ ممارسة العادة السرية بالأصل حرام، وما يدلُّ على حرمتها أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يرشد الشباب لها عند حديثه عن الوقاية بالزنا،[1] في الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن رسول الله والذي قال فيه: “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ”.[2]

هل يجوز استمتاع الزوج بزوجته بالكلام عبر الهاتف

لقد أباح الشرع الحنيف للرجل الاستمتاع بزوجته بأيِّ سبيلٍ شاءه ما لم يرد النهي عنه في الشرع الحنيف، ودليل ذلك قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}،[3] وبناءً على ذلك فإنَّ الأصل في استمتاع الزوج لزوجته بالكلام عبر الهاتف جائزٌ، بشرط أن يأمن الزوج والزوجة من استماع غيرهما لهذه المحادثة، كما يُشترط أن لا يؤدي الكلام عبر الهاتف إلى الوقوع في المحرمات مثل استمناء الزوج أو الزوجة بأيديهم.[4]

وحيث أنَّ تحقيق الشرطين السابقين يكاد يكونُ مستحيلًا؛ إذ إن الكلام الجنسيِّ في الغالب قد يجرُّ إلى وقوع أحد الزوجين أو كلاهما بما حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- وأنَّ المكالمات الهاتفية في الغالب تكون مراقبةً، فالأصل أن يبتعد الزوج عن إثارة زوجته ومجامعتها عبر الهاتف؛ وذلك من باب سدِّ الذرائع، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.[5]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز مجامعة الزوجة عبر الهاتف، وفيه تمَّ بيان الحكم الشرعي في ذلك بشيءٍ من التفصيل، كما تمَّ بيان حكم استمتاع الزوج بزوجته عبر الهاتف بالكلام الجنسي.