هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12، لقد فرض الله -عزَّ وجلَّ- على المسلمين خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ومنها صلاة العشاء، فمتى يبدأ وقت هذه الفريضة؟ ومتى ينتهي؟ وهل يجوز تأخيرها إلى الساعة الثانية عشر؟ وكيف يُمكن احتساب ثلث الليل؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع مجالات بشيءٍ من التفصيل.

آخر وقت لصلاة العشاء

إنَّ لآخر وقتٍ لصلاة العشاء، وقتُ اختيارٍ ووقت ضرورة، أمَّا وقت الضرورة فيستمر إلى طلوع الفجر الصادق، أمَّا آخر وقت اختيارٍ لها فقد تباينت آراء أهل العلم في ذلك، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[1]

  • يبدأ وقت صلاة العشاء من مغيب الشفق الأحمر، ويستمرُّ إلى الثلث الأول من الليل، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وصلَّى بيَ العشاءَ إلى ثلثِ اللَّيلِ”.[2]
  • يبدأ وقت صلاة العشاء من مغيب الشفق الأحمر، ويستمرُّ حتى مضي منتصف الليل، ودليل ذلك الحديث الذي رواه أبو برزة -رضي الله عنه- حيث قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لا يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ”.[3]

هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12

بناءً على ما سبق فإنَّ العبرة في الوقت الذي يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة العشاء إليه ليس الساعة الثانية عشر أو غيرها، بل في مضي وقت الاختيار لها، فلا يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة العشاء إلى أن يفوته وقت الاختيار، وإنَّ المعتمد لدى دائرة الإفتاء الأردنية أنَّ آخر وقت اختيارٍ لصلاة العشاء يستمرُّ حتى الثلث الأول من الليل، فيجب على المسلم ألَّا يؤخرها عن هذا الوقت، والله تعالى أعلى وأعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم تعليم الجاهل بالأسلوب الحسن

كيفية احتساب ثلث الليل

إنَّ وقت الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر الصادق، ولحساب ثلث الليل فإنَّه تجمع عدد الساعات التي بين هذين الوقتين، ثمَّ يتمُّ تقسم المجموع على ثلاثة، فيخرج منه الثلث الأول من الليل، وبناءً على ذلك فليس بالضرورة أن يكون ثلث الليل أو منتصفه عند الساعة الثانية عشر، والله أعلم بذلك.[1]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه الحديث عن وقت الاختيار ووقت الضرورة لصلاة العشاء، كما تمَّت الإجابة فيه على سؤال هل يجوز صلاة العشاء بعد الساعة 12، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان كيفية احتساب ثلث الليل.

اقرأ أيضًا:

المراجع

[2]صحيح أبي داوودالألباني، عبدالله بن عباس، 393، حسن صحيح
[3]صحيح مسلممسلم، أبو برزة، 647، صحيح
[4]دائرة الإفتاء الأردنية